شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) للتراث والفكر الإسلامي |
مكية آياتها احد عشر (بسم الله الرحمن الرحيم القارعة ما القارعة وما أدراك ما القارعة) يردها الله لهو لها وفزع الناس بها (يوم يكون الناس كالفراش المبثوث وتكون الجبال كالعهن المنفوش) قال العهن الصوف (فأما من ثقلت موازينه) بالحسنات (فهو في عيشة راضية واما من خفت موازينه) قال: من الحسنات (فأمه هاوية) قال: أم رأسه يقلب في النار على رأسه ثم قال (وما أدراك - يا محمد - ما هيه) يعني الهاوية ثم قال: (نار حامية). سورة التكاثر (مكية آياتها ثمان): (بسم الله الرحمن الرحيم ألهاكم التكاثر) اي أغفلكم كثرتكم (حتى زرتم المقابر) ولم تذكروا الموتى (لترون الجحيم) اي لابد من ان ترونها (ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم) أي عن الولاية والدليل على ذلك قوله " وقفوهم انهم مسئولون " قال: عن الولاية، اخبرنا احمد بن إدريس عن احمد بن محمد عن سلمة بن عطا عن جميل عن ابي عبدالله (ع) قال قلت قول الله: لتسئلن يومئذ عن النعيم قال: قال تسئل هذه الامة عما انعم الله عليهم برسول الله صلى الله عليه وآله ثم بأهل بيته المعصومين عليهم السلام. [441] سورة العصر مكية آياتها ثلاث (بسم الله الرحمن الرحيم والعصر إن الانسان لفي خسر) قال: هو قسم وجوابه " ان الانسان " وقرأ ابوعبدالله عليه السلام والعصر ان الانسان لفي خسر وانه فيه إلى آخر الدهر (إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات) وأتمروا بالتقوى وأتمروا بالصبر. حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا يحيى بن زكريا عن علي بن حسان عن عبدالرحمن بن كثير عن أبي عبدالله عليه السلام في قوله: (إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر) فقال: استثنى اهل صفوته من خلقه حيث قال: إن الانسان لفي خسر إلا الذين آمنوا بولاية علي امير المؤمنين عليه السلام وتواصوا بالحق ذرياتهم ومن خلفوا بالولاية وتواصوا بها وصبروا عليها. سورة الهمزة مكية آياتها تسع (بسم الله الرحمن الرحيم ويل لكل همزة) قال: الذي يغمز الناس ويستحقر الفقراء وقوله (لمزة) الذي يلوي عنقه ورأسه ويغضب إذا رأى فقيرا او سائلا (الذي جمع مالا وعدده) قال: أعده ووضعه (يحسب أن ماله أخلده) قال يحسب ان ماله يخلده ويبقيه ثم قال: (كلا لينبذن في الحطمة) والحطمة النار التي تحطم كل شئ ثم قال: (وما أدراك) يا محمد (ما الحطمة نار الله الموقدة التي تطلع على على الافئدة) قال تلتهب على الفواد، قال ابوذر رضي الله عنه بشر المتكبرين بكي [442] في الصدور وسحب على الظهور (انها عليهم مؤصدة) قال مطبقة (في عمد(1) ممدة) قال إذا مدت العمد أكلت والله الجلود (كان والله الخلود ك). سورة الفيل مكية آياتها خمس (بسم الله الرحمن الرحيم ألم تر) ألم تعلم يا محمد (كيف فعل ربك بأصحاب الفيل) قال نزلت في الحبشة حين جاؤا بالفيل(2) ليهدموا به الكعبة، فلما ادنوه ___________________________________ (1) قرئ بضمتين وهي قراءة اهل الكوفة غير حفص، وقرأ الباقون بفتحتين وكلاهما جمع عمود في الكثرة، اما جمعه في القلة فأعمدة والمعنى انه توصد عليهم الابواب ويمدد على الابواب العمد استيثاقا في استيثاق وفيه تأكيد للباس من الخروج وإيذان بحبس الابد مجمع البحرين. (2) الذي جاء بالفيل ليهدم الكعبة هو ابرهة ملك اليمن من قبل النجاشي قال مقاتل بن سليمان السبب الذي جر اصحاب الفيل إلى مكة ان فئة من قريش خرجوا تجارا إلى ارض النجاشي فساروا حتى دنوا من ساحل البحر وفي حقف من احقافها بيعة للنصارى تسميها قريش الهيكل ويسميها النجاشي واهل ارضه " ماسر خشان " فنزل القوم فجمعوا حطبا ثم اججوا نارا واشتروا لحما فلما ارتحلوا تركوا النار كما هي في يوم عاصف فذهبت الرياح بالنار فاضطرم الهيكل نارا فغضب النجاشي لذلك فبعث ابرهة لهدم الكعبة، وكان معهم فيل واحد اسمه محمود وقيل ثمانية وقيل اثنا عشر فيلا وكان في العالم الذي ولد فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وكانت الحجارة اكبر من العدسة وأصغر من الحمصة، وقال عبدالله بن مسعود صاحت الطير فرمتهم بالحجارة فبعث الله ريحا فضربت الحجارة فزادتها شدة فما وقع منها حجر على رجل إلا خرج من الجانب الآخر فان وقع على رأسه خرج من دبره، وكان هذا من اعظم المعجزات القاهرات في ذلك الزمان أظهره الله ليدل على وجوب معرفته وفيه حجة قاصمة لظهور الفلاسفة الملحدين المنكرين للآيات الخارقة للعادات فانه لا يمكن نسبة شئ مما ذكره الله تعالى من امر اصحاب الفيل إلى طبيعة كما نسبوا الصيحة والريح العقيم وغيرهما مما اهلك الله تعالى به الامم، إذا لا يمكنهم ان يروا في اسرار الطبيعة إرسال جماعات من الطير معها احجار لهلاك اقوام معينين قاصدات إياهم دون سواهم، ولا يشك من له مسكة من عقل ولب ان هذا لا يكون إلا من فعل الله مسبب الاسباب ومذلل الصعاب. وليس لاحد ان ينكر هذا لان نبينا صلى الله عليه وآله لما قرأ هذه السورة على اهل مكة لم ينكروا ذلك بل أقروا به وصدقوه مع شدة حرصهم على تكذيبه وكانوا قربي العهد بأصحاب الفيل فلو لم يكن لذلك عندهم حقيقة وأصل لانكروه وجحدوه كيف وانهم قد ارخوا بذلك كما ارخوا ببناء الكعبة وقد اكثر الشعراء ذكر الفيل. (مجمع البيان) ج ز [443] من باب المسجد قال له عبدالمطلب أتدري اين يؤم بك قال برأسه لا، فقال اتوا بك لتهدم كعبة الله أتفعل ذلك؟ فقال برأسه لا، فجهدت به الحبشة ليدخل المسجد فامتنع فحملوا عليه بالسيوف وقطعوه فارسل الله عليهم (طيرا ابابيل) قال بعضها على إثر بعض (ترميهم بحجارة من سجيل) قال كان مع كل طير ثلاثة احجار حجر في منقاره وحجران في مخاليبه، وكانت ترفرف على رؤسهم وترمي في دماغهم فيدخل الحجر في دماغهم ويخرج من ادبارهم وتنتقض ابدانهم فكانوا كما قال الله (فجعلهم كعصف مأكول) قال: العصف التين والمأكول هو الذي [444] يبقى من فضله، قال الصادق عليه السلام: واهل الجدري من ذلك اصابهم الذي اصابهم في زمانهم جدري. سورة قريش مكية آياتها اربع (بسم الله الرحمن الرحيم لا يلاف قريش إيلافهم) قال: نزلت في قريش لانه كان معاشهم من الرحلتين رحلة في الشتاء إلى اليمن ورحلة في الصيف إلى الشام وكانوا يحملون من مكة الادم واللباس وما يقع من ناحية البحر من الفلفل وغيره فيشترون بالشام الثياب والدرمك والحبوب وكانوا يتألفون في طريقهم ويثبتون في الخروج في كل خرجة رئيسا من رؤساء قريش وكان معاشهم من ذلك فلما بعث الله نبيه صلى الله عليه وآله استغنوا عن ذلك لان الناس وفدوا على رسول الله صلى الله عليه وآله وحجوا إلى البيت، فقال الله: (فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع) فلا يحتاجون ان يذهبوا إلى الشام (وآمنهم من خوف) يعني خوف الطريق. سورة الماعون مكية آياتها سبع (بسم الله الرحمن الرحيم أرأيت الذي يكذب بالدين) قال: نزلت في ابي جهل وكفار قريش (فذلك الذي يدع اليتيم) اي يدفعه عن حقه (ولا يحض على طعام المسكين) اي لا يرغب في إطعام المسكين، ثم قال: (فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون) قال: عنى به التاركين لان كل إنسان يسهو في الصلاة. قال ابوعبدالله عليه السلام: تأخير الصلاة على اول وقتها لغير عذر (الذين هم يراؤن) فيما يفعلون (ويمنعون الماعون) مثل السراج والنار والخمير واشباه ذلك مما يحتاج اليه الناس وفي رواية اخرى الخمس والزكاة. [445] سورة الكوثر مكية آياتها ثلاث (بسم الله الرحمن الرحيم إنا أعطيناك الكوثر) قال: الكوثر نهر في الجنة اعطى الله محمدا عوضا عن ابنه ابراهيم، قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وآله المسجد وفيه عمرو بن العاص والحكم بن ابي العاص قال عمرو: يا ابا الابتر ! وكان الرجل في الجاهلية إذا لم يكن له ولد سمي ابتر، ثم قال عمرو: إني لاشنأ محمدا اي ابغضه فانزل الله على رسوله صلى الله عليه وآله (إنا أعطيناك الكوثر فصل لربك وانحر - إلى قوله - إن شانئك) اي مبغضك عمرو بن العاص (هو الابتر) يعني لا دين له ولا نسب. سورة الكافرون مكية آياتها ست (بسم الله الرحمن الرحيم قل يا ايها الكافرون) قال: حدثني ابي عن محمد ابن ابي عمير قال: سأل ابوشاكر ابا جعفر الاحول عن قول الله تعالى: (قل يا ايها الكافرون لا أعبد ما تعبدون ولا انتم عابدون ما أعبد ولا أنا عابد ما عبدتم ولا انتم عابدون ما أعبد) فهل يتكلم الحكيم بمثل هذا القول ويكرره مرة بعد مرة فلم يكن عند ابي جعفر الاحول في ذلك جواب، فدخل المدينة فسأل ابا عبدالله عليه السلام عن ذلك فقال كان سبب نزولها وتكرارها ان قريشا قالت لرسول الله صلى الله عليه وآله تعبد آلهتنا سنة ونعبد إلهك سنة، وتعبد آلهتنا سنة ونعبد إلهك سنة فأجابهم الله بمثل ما قالوا فقال فيما قالوا تعبد آلهتنا سنة (قل يا ايها الكافرون لا اعبد ما تعبدون) وفيما قالوا نعبد إلهك سنة (ولا انتم عابدون ما اعبد) وفيما قالوا تعبد آلهتنا سنة (ولا انا عابد ما عبدتم) وفيما قالوا نعبد إلهك سنة (ولا انتم [446] عابدون ما اعبد لكم دينكم ولي دين) قال فرجع ابوجعفر الاحول إلى ابي شاكر فأخبره بذلك فقال ابوشاكر: هذا ما حمله الابل من الحجاز، وكان ابوعبدالله عليه السلام إذا فرغ من قراءتها يقول: " ديني الاسلام " ثلاثا. سورة النصر مكية (مدنية ط) آياتها ثلاث (بسم الله الرحمن الرحيم إذا جاء نصر الله والفتح) قال: نزلت بمنى(1) ___________________________________ (1) وفي مجمع البيان وغيره انها نزلت بالمدينة وفيها بشارة من الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وآله بالنصر والفتح (اي فتح مكة) قبل وقوع الامر، (ورأيت الناس يدخلون في دين الله افواجا) اي جماعة بعد جماعة قال الحسن: لما فتح رسول الله مكة قالت العرب: اما إذا ظفر محمد صلى الله عليه وآله بأهل الحرم وقد اجارهم الله من اصحاب الفيل فليس لكم به يدان - اي طاقة - فكانوا يدخلون في دين الله افواجا ولما نزلت هذه السورة وقرأها على اصحابه ففرحوا واستبشروا وسمعها العباس فبكى، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: ما يبكيك يا عم ! فقال: اظن انه قد نعيت اليك نفسك يا رسول الله، فقال: إنه لكما تقول، فعاش بعدها سنتين، ما رؤي فيهما ضاحكا مستبشرا (انتهى). اقول: وهذا خلاف ما فسر به القمي (ره) في هذا التفسير لانه قال بنزولها في مكة في حجة الوداع فعليه تكون السورة مكية دون المدنية، ولا يكون المراد حينئذ من النصر على ما ذهب اليه القمي (ره) هو فتح مكة بل المراد منه هو ظهور الحجة عليه السلام والدليل على ما ذهب اليه المصنف امران: (الاول) ما رواه في الكافي والعيون عن ابي عبدالله عليه الشرع: أن اول ما نزل اقرأ باسم ربك وآخره إذا جاء نصر الله، وهذا يناسب نزولها في حجة الوداع كما ذكره المصنف، لا في المدينة قبل وفاته بسنتين كما ذكره الطبرسي (ره) إذ نزل في خلال هذه المدة الطويلة كثير من القرآن. (الثاني) ما رواه غير واحد من الاصحاب كالطبرسي نفسه والقاشاني من انها لما نزلت قال رسول الله صلى الله عليه وآله نعيت إلي نفسي، ولا دلالة فيها على النعي إذا قلنا ان المراد من النصر هو فتح مكة، كما اعترف به الطبرسي (ره)، اما على القول بنزولها في مكة وإرادة ظهور الحجة عليه السلام من " النصر والدخول في دين الله افواجا " تكون فيها جهة للنعي ايضا، إذ كان المعنى حينئذ انه يا محمد ! قد انقضت ايامكم وانتهت فتوحك كلها لانه بعد هذا فتح كبير لولدك القائم الذي وعدناه ج ز [447] في حجة الوداع إذا جاء نصر الله والفتح، فلما نزلت قال رسول الله صلى الله عليه وآله: نعيت إلي نفسي فجاء إلى مسجد الخيف فجمع الناس ثم قال: نصر الله امرءا سمع مقالتي فوعاها وبلغها من لم يسمعها فرب حامل فقه غير فقيه ورب حامل فقه إلى من هو افقه منه، ثلاث لا يغل عليه قلب امرئ مسلم اخلص العمل لله والنصيحة لائمة المسلمين واللزوم لجماعتهم فان دعوتهم محيطة من ورائهم، ايها الناس ! اني تارك فيكم ثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا ولن تزلوا، كتاب الله وعترتي اهل بيتي، فانه قد نبأني اللطيف الخبير انهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض، كاصبعي هاتين وجمع بين سبابتيه ولا اقول كهاتين وجمع بين سبابته والوسطى فيفضل هذه على هذه. [448] سورة اللهب مكية آياتها خمس (بسم الله الرحمن الرحيم تبت يدا أبي لهب) قال: اي خسرت، لما اجتمع مع قريش في دار الندوة وبايعهم على قتل محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وكان كثير المال فقال الله: (ما أغنى عنه ماله وما كسب سيصلى نارا ذات لهب) عليه فتحرقه (وامرأته حمالة الحطب) قال: كانت أم جميل بنت صخر، وكانت تنم على رسول الله صلى الله عليه وآله وتنقل احاديثه إلى الكفار، حمالة الحطب اي احتطبت على رسول الله صلى الله عليه وآله (في جيدها) اي في عنقها (حبل من مسد) اي من نار، وكان اسم ابي لهب عبد مناف فكناه الله لان منافا صنم يعبدونه. سورة الاخلاص مكية آياتها خمس ط (بسم الله الرحمن الرحيم قل هل الله احد) اي هو الله الاحد وكان سبب نزولها ان اليهود جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقالت: ما نسب ربك؟ فانزل الله (قل هو الله احد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد) ومعنى قوله: احد أحدي النعت كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله: نور لا ظلام فيه وعلم لا جهل فيه وقوله: الصمد، اي الذي لا مدخل فيه وقوله: لم يلد، اي لم يحدث ولم يولد ولم يكن له كفوا احد، قال: لا له كفو ولا شبيه ولا شريك ولا ظهير ولا معين. حدثنا ابوالحسن قال حدثنا الحسن بن علي بن حماد بن مهران، قال: حدثنا محمد بن خالد بن ابراهيم السعدي قال: حدثني ابان بن عبدالله قال: حدثني يحيى بن آدم عن الفزاري عن حريز عن الضحاك عن ابن عباس، قال قالت قريش [449] للنبي صلى الله عليه وآله بمكة صف لنا ربك لنعرفه فنعبده، فانزل الله تبارك وتعالى على النبي صلى الله عليه وآله قل هو الله أحد، يعني غير مبعض ولا مجزى ولا مكيف، ولا يقع عليه اسم العدد ولا الزيادة ولا النقصان، الله الصمد الذي قد انتهى اليه السؤدد والذي يصمد اهل السماوات والارض بحوائجهم اليه، لم يلد منه عزير كما قالت اليهود عليهم لعائن الله وسخطه ولا المسيح كما قالت النصارى عليهم سخط الله، ولا الشمس والقمر ولا النجوم كما قالت المجوس عليهم لعائن الله وسخطه ولا الملائكة كما قالت كفار قريش لعنهم الله، ولم يولد لم يسكن الاصلاب ولم تضمه الارحام لا من شئ كان ولا من شئ خلق ما (مما ط) كان، ولم يكن له كفوا أحد، يقول ليس له شبيه ولا مثل ولا عدل ولا يكافيه أحد من خلقه بما أنعم عليه من فضله. سورة الفلق مكية آياتها خمس (بسم الله الرحمن الرحيم قل أعوذ برب الفلق) قال: الفلق جب في جهنم يتعوذ أهل النار من شدة حره فسأل الله أن يأذن له أن يتنفس، فأذن له فتنفس فأحرق جهنم قال: وفي ذلك الجب صندوق من نار يتعوذ أهل الجب من حر ذلك الصندوق، وهو التابوت وفي ذلك التابوت ستة من الاولين وستة من الآخرين فاما الستة التي من الاولين، فابن آدم الذي قتل أخاه، ونمرود ابراهيم الذي ألقى ابراهيم في النار، وفرعون موسى، والسامري الذي اتخذ العجل، والذي هود اليهود، والذي نصر النصارى، واما الستة التي من الآخرين فهو الاول والثانى والثالث والرابع وصاحب الخوارج وابن ملجم لعنهم الله (ومن شر غاسق إذا وقب) قال: الذي يلقى في الجب فيه يقب (يغب فيه ط) [450] سورة الناس مكية (مدنية ط) آياتها ست (بسم الله الرحمن الرحيم قل أعوذ برب الناس) وإنما هو أعوذ برب الناس (ملك الناس إله الناس من شر الوسواس الخناس) اسم الشيطان الذي هو في صدور الناس يوسوس فيها ويؤيسهم من الخير ويعدهم الفقر ويحملهم على المعاصي والفواحش وهو قول الله عزوجل الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء، وقال الصادق عليه السلام: ما من قلب إلا وله أذنان على أحدهما ملك مرشد وعلى الآخر شيطان مغتر هذا يأمره وهذا يزجره وكذلك من الناس شيطان يحمل الناس على المعاصي كما يحمل الشيطان من الجن. قال: حدثني أبي عن بكر بن محمد عن أبي عبدالله عليه السلام قال: كان سبب نزول المعوذتين انه وعد رسول الله صلى الله عليه وآله فنزل جبرئيل بهاتين السورتين فعوذه بهما، حدثنا سعيد بن محمد قال: حدثنا بكر بن سهل عن عبد الغني بن سعيد الثقفي عن موسى بن عبدالرحمن عن مقاتل بن سليمان عن الضحاك بن مزاحم عن ابن عباس في قوله (من شر الوسواس الخناس) يريد الشيطان لعنه الله على قلب ابن آدم، له خرطوم مثل خرطوم الخنزير يوسوس لابن آدم إذا أقبل على الدنيا ومالا يحب الله فاذا ذكر الله عزوجل انخنس يريد رجع، قال الله: (الذي يوسوس في صدور الناس) ثم اخبر انه من الجن والانس فقال عزوجل (من الجنة والناس) يريد من الجن والانس، حدثنا علي عن الحسين عن احمد بن ابي عبدالله عن على ابن الحكم عن سيف بن عميرة عن أبي بكر الحضرمي قال قالت لابي جعفر عليه السلام: إن ابن مسعود كان يمحو المعوذتين من المصحف فقال عليه السلام: كان أبي يقول إنما فعل ذلك ابن مسعود برأيه وهما من القرآن. [451] وعنه عن احمد بن ابي عبدالله عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة عن ابي بكر الحضرمي عن ابي عبدالله عليه السلام قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله قال لعلي: يا علي القرآن خلف فراشي في الصحف والحرير والقراطيس فخذوه واجمعوه ولا تضيعوه كما ضيعت اليهود التوراة فانطلق علي عليه السلام فجمعه في ثوب أصفر ثم ختم عليه في بيته وقال: لا أرتدي حتى أجمعه فانه كان الرجل ليأتيه فيخرج اليه بغير رداء حتى جمعه، قال وقال رسول الله: لو أن الناس قرأوا القرآن كما أنزل الله ما اختلف اثنان، حدثنا جعفر بن احمد قال: حدثنا عبدالكريم بن عبدالرحيم قال: حدثنا محمد بن علي القرشي عن محمد بن الفضيل عن ابي حمزة الثمالي عن ابي جعفر عليه السلام قال: ما أحد من هذه الامة جمع القرآن إلا وصي محمد صلى الله عليه وآله، حدثنا محمد بن احمد بن ثابت قال: حدثنا الحسن بن محمد بن سماعة عن وهيب بن حفص عن ابي بصير عن ابي عبدالله عليه السلام قال: سمعته يقول: إن القرآن زاجر وآمر يأمر بالجنة ويزجر عن النار وفيه محكم ومتشابه فاما المحكم فيؤمن به ويعمل به (ويدبر به ك) واما المتشابه فيؤمن به ولا يعمل به وهو قول الله: فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا، وآل محمد عليهم السلام الراسخون في العلم. حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا محمد بن احمد عن محمد بن عيسى عن علي ابن حديد عن مرازم عن ابي عبدالله عليه السلام قال: إن القرآن تبيان كل شئ حتى والله ما ترك الله شيئا يحتاج العباد اليه إلا بينه للناس حتى لا يستطيع عبد يقول لو كان هذا نزل في القرآن إلا وقد أنزل الله تبارك وتعالى فيه. (تم الكتاب). [452] قد وقع الفراغ من تصحيح هذا الكتاب المستطاب (تفسير علي ابن ابراهيم القمي (ره) وتهذيبه والتعليق عليه في العاشر من رجب المرجب سنة ثلاث مأة وسبع وثمانين بعد الالف الهجرية على هاجرها آلاف التحية والسلام في مدينة النجف الاشرف، بيد العبد المذنب السيد طيب المفتي الموسوي الجزائري ابن محمد علي بن محمد عباس بن علي اكبر بن محمد جعفر بن أبوطالب بن نور الدين ابن السيد نعمة الله الجزائري (ره) 1 - " م " اشارة إلى نسخة مكتبة آية الله الحكيم 2 - " ك " اشارة إلى نسخة مكتبة آية الله كاشف العظاء 3 - " ط " اشارة إلى نسخة مطبوعة سنة 1313 ه في ايران 4 - " خ " او " خ ل " اشارة إلى " نسخة بدل " 5 - ق: لقاموس اللغة 6 - " ج.ز " مخفف " الجزائرى " المحشى |