Rss Feed

  1. مدنية آياتها اربع وعشرون
     
    (بسم الله الرحمن الرحيم سبح لله ما في السموات وما في الارض وهو العزيز الحكيم هو الذي اخرج الذين كفروا من اهل الكتاب من ديارهم لاول الحشر ما ظننتم ان يخرجوا) قال: سبب نزول ذلك انه كان بالمدينة ثلاثة ابطن من اليهود بنو النضير وقريظة وقينقاع، وكان بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وآله عهد
     
    [359]
     
    ومدة فنقضوا عهدهم وكان سبب ذلك من بني النضير في نقض عهدهم انه أتاهم رسول الله صلى الله عليه وآله يستسلفهم دية رجلين قتلهما رجل من اصحابه غيلة يعني يستقرض، وكان قصد كعب بن الاشرف، فلما دخل على كعب قال: مرحبا يا ابا القاسم وأهلا ! وقام كأنه يضع له الطعام وحدث نفسه ان يقتل رسول الله صلى الله عليه وآله ويتبع اصحابه، فنزل جبرئيل عليه السلام فاخبره بذلك، فرجع رسول الله صلى الله عليه وآله إلى المدينة وقال لمحمد بن مسلمة الانصاري اذهب إلى بني النضير فاخبرهم ان الله عزوجل قد اخبرني بما هممتم به من الغدر فاما ان تخرجوا من بلدنا واما ان تأذنوا بحرب، فقالوا نخرج من بلادك فبعث اليهم عبدالله بن أبي ألا تخرجوا وتقيموا وتنابذوا محمدا الحرب فاني أنصركم أنا وقومي وحلفاي، فان خرجتم خرجت معكم وان قاتلتم قاتلت معكم، فأقاموا وأصلحوا حصونهم وتهيؤا للقتال وبعثوا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله إنا لا نخرج فاصنع ما انت صانع.
     
    فقام رسول الله صلى الله عليه وآله وكبر وكبر اصحابه وقال لامير المؤمنين عليه السلام تقدم إلى بني النضير فاخذ أمير المؤمنين عليه السلام الراية وتقدم، وجاء رسول الله صلى الله عليه وآله وأحاط بحصنهم، وغدر بهم عبدالله بن ابي وكان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا ظهر بمقدم بيوتهم حصنوا ما يليهم وخربوا ما يليه وكان الرجل منهم ممن كان له بيت حسن خربه وقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله أمر بقطع نخلهم فجزعوا من ذلك وقالوا يا محمد ان الله يأمرك بالفساد؟ إن كان لك هذا فخذه وإن كان لنا فلا تقطعه، فلما كان بعد ذلك قالوا يا محمد نخرج من بلادك واعطنا ما لنا، فقال لا، ولكن تخرجون ولكم ما حملت الابل، فلم يقبلوا ذلك فبقوا أياما، ثم قالوا نخرج ولنا ما حملت الابل، فقال لا ولكن تخرجون ولا يحمل أحد منكم شيئا فمن وجدنا معه شيئا من ذلك قتلناه، فخرجوا على ذلك ووقع قوم منهم إلى فدك ووادي القرى وخرج منهم قوم إلى الشام فانزل الله فيهم (هو الذي اخرج الذين كفروا
     
    [360]
     
    من اهل الكتاب من ديارهم لاول الحشر ما ظننتم ان يخرجوا وظنوا انهم مانعتهم حصونهم من الله فاتاهم الله من حيث لم يحتسبوا - إلى قوله - فان الله شديد العقاب) وانزل الله عليه فيما عابوه من قطع النخل (ما قطعتم من لينة او تركتموها قائمة على اصولها فباذن الله وليخزي الفاسقين - إلى قوله - ربنا انك رؤف رحيم) وانزل الله عليه في عبدالله بن أبي وأصحابه (ألم تر إلى الذين نافقوا يقولون لاخوانهم الذين كفروا من اهل الكتاب لئن اخرجتم لنخرجن معكم - إلى قوله - ثم لا ينصرون) ثم قال: (كمثل الذين من قبلهم) يعني بني قينقاع (قريبا ذاقوا وبال أمرهم ولهم عذاب اليم) ثم ضرب في عبدالله بن أبي وبني النضير مثلا فقال (كمثل الشيطان إذ قال للانسان اكفر فلما كفر قال اني برئ منك اني اخاف الله رب العالمين فكان عاقبتهما انهما في النار خالدين فيها وذلك جزاء الظالمين) فيه زيادة احرف لم تكن في رواية علي بن ابراهيم، حدثنا به محمد بن احمد بن ثابت عن .......احمد بن ميثم عن الحسن بن علي بن ابي حمزة عن ابان بن عثمان عن ابي بصير في غزوة بني النضير وزاد فيه فقال رسول الله صلى الله عليه وآله للانصار: ان شئتم دفعت اليكم فئ المهاجرين منها وان شئتم قسمتها بينكم وبينهم وتركتهم معكم؟ قالوا: قد شئنا ان تقسمها فيهم، فقسمها رسول الله صلى الله عليه وآله بين المهاجرين ودفعها عن الانصار ولم يعط من الانصار إلا رجلين سهيل بن حنيف وابودجانة فانهما ذكرا حاجة وقال علي بن ابراهيم في قوله (هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس) قال: القدوس هو البرئ من شوائب الآفات الموجبات للجهل قوله: (السلام المؤمن) قال: يؤمن اولياء‌ه من العذاب قوله (المهيمن) أي الشاهد قوله: (هو الله الخالق البارئ البارئ هو الذي يخلق الشئ لا من شئ (له الاسماء الحسنى يسبح له ما في السموات والارض وهو العزيز الحكيم) حدثنا محمد
     
    [361]
     
    ابن ابي عبدالله قال: حدثنا محمد بن اسماعيل عن علي بن العباس عن جعفر بن محمد عن الحسن بن اسد (راشدك) عن يعقوب بن جعفر قال: سمعت موسى بن جعفر عليه السلام يقول: إن الله تبارك وتعالى انزل على عبده محمد صلى الله عليه وآله انه لا إله إلا هو الحي القيوم وسمى بهذه الاسماء الرحمن الرحيم العزيز الجبار العلي العظيم، فتاهت هنالك عقولهم واستخف حلومهم فضربوا له الامثال وجعلوا له أندادا وشبهوه بالامثال ومثلوه اشباها وجعلوه يزول ويحول فتاهوا في بحر عميق لا يدرون ما غوره ولا يدركون كنه بعده.