مكية آياتها احدى عشرة
(بسم الله الرحمن الرحيم والضحى) قال: الضحى إذا ارتفعت الشمس (والليل إذا سجى) قال: إذا اظلم وقوله (ما ودعك ربك وما قلى) أي لم يبغضك يصف فضله عليه قوله (وللآخرة خير لك من الاولى ولسوف يعطيك ربك فترضى) حدثنا جعفر بن احمد قال: حدثنا عبدالله بن موسى بن الحسن ابن علي بن أبي حمزة عن ابيه عن ابي بصير عن ابي عبدالله (ع) في قوله: وللآخرة خير لك من الاولى قال: يعني الكرة(1) هي الآخرة للنبي صلى الله عليه وآله قلت قوله (ولسوف يعطيك ربك فترضى) قال: يعطيك من الجنة فترضى.
حدثنا علي بن الحسين عن احمد بن ابي عبدالله عن ابيه عن خالد بن يزيد عن أبي الهيثم الواسطي عن زرارة عن أحدهما عليهما السلام في قول الله: (ألم يجدك يتيما فآوى) فأوى اليك الناس (ووجدك ضالا فهدى) أي هدى اليك قوما لا يعرفونك حتى عرفوك (ووجدك عائلا فأغنى) اي وجدك تعول اقواما فأغناهم بعلمك.
قال علي بن ابراهيم ثم قال: (ألم يجدك يتيما فآوى)، قال: اليتيم الذي لا مثل له ولذلك سميت الدرة اليتيمة لانه لا مثل لها (ووجدك عائلا فأغنى) بالوحي فلا تسأل عن شئ احدا (ووجدك ضالا فهدى) قال: وجدك في قوم لا يعرفون فضل بنوتك فهداهم الله بك (فأما اليتيم فلا تقهر) اي لا تظلم والمخاطبة للنبي والمعنى للناس (وأما السائل فلا تنهر) اي لا تطرد قوله (وأما بنعمة ربك فحدث)
___________________________________
(1) أي الرجعة.ج.ز.
[428]
قال: بما انزل الله عليك وأمرك به من الصلاة والزكاة والصوم والحج والولاية وبما فضلك الله به، وفي رواية ابي الجارود عن ابي جعفر (ع) في قوله: (ما ودعك ربك وما قلى) وذلك ان جبرئيل أبطأ عن رسول الله صلى الله عليه وآله وانه كانت اول سورة نزلت: إقرأ باسم ربك الذي خلق ثم أبطأ عليه، فقالت خديجة لعل ربك قد تركك فلا يرسل اليك فانزل الله تبارك وتعالى: ما ودعك ربك وما قلى.