مكية آياتها ثلاثون
(بسم الله الرحمن الرحيم والفجر) قال: ليس فيها واو إنما هو الفجر (وليال عشر) قال: عشر ذي الحجة (والشفع) قال الشفع ركعتان (والوتر) ركعة، وفي حديث آخر قال: الشفع الحسن والحسين والوتر أمير المؤمنين عليه السلام ثم قال (هل في ذلك قسم لذي حجر) يقول الذي له عقل (والليل إذا يسر) قال هي ليلة جمع(1).
قال علي بن ابراهيم ثم قال لنبيه صلى الله عليه وآله: (ألم تر) أي ألم تعلم (كيف
___________________________________
(1) وهي ليلة المزدلفة لاختصاصها باجتماع الناس فيها وفيها يفيض الحاج من عرفات إلى المزدلفة.ج.ز.
[420]
فعل ربك بعاد إرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد) ثم مات عاد وأهلكه الله وقومه بالريح الصرصر(1) وقوله (وثمود الذين جابوا الصخر بالواد) حفروا الجوية(2) في الجبال (وفرعون ذي الاوتاد) عمل الاوتاد التي اراد ان يصعد بها إلى السماء قوله (إن ربك لبالمرصاد) اي قائم حافظ على كل ظالم قوله (فأما الانسان إذا ما ابتلاه ربه) اى امتحنه بالنعمة (فيقول ربي اكرمن وما إذا ما ابتلاه) اى امتحنه (فقدر عليه رزقه) اى افقره (فيقول ربي اهانن) وقال الله (كلا بل لا تكرمون اليتيم ولا تحاضون على طعام المسكين) اي لا تدعوهم وهم الذين غصبوا آل محمد حقهم واكلوا اموال اليتامى وفقراءهم وابناء سبيلهم ثم قال (وتأكلون التراث أكلا لما) اي وحدكم (وتحبون المال حبا جما) تكنزونه ولا تنفقونه في سبيل الله، وفي رواية ابي الجارود عن ابي جعفر عليه السلام في قوله (كلا إذا دكت الارض دكا دكا) قال هي الزلزلة، قال ابن عباس فتت فتا.
___________________________________
(1) نقل انهم كانوا يسلخون العمد من الجبال فيجعلون طول العمد مثل طول الجبل الذي يسلخون من اسفله إلى اعلاه ثم ينقلون تلك العمد فينصبونها ثم يبنون القصور فوقها فسميت ذات العماد، وقيل اهل عمد لانهم كانوا بدويين اهل خيام.
و " عاد " اسم رجل من العرب الاولى وبه سميت قبيلة قوم هود النبي، وعاد الاولى قوم هود وعاد الاخرى إرم، وعاد هو ابن عوض بن سام بن نوح عليه السلام واختلف في " إرم " على أقوال فقيل إنه اسم بلد ثم قيل هو دمشق وقيل هي الاسكندرية وقيل هي مدينة بناها عاد بن شداد فلما أتمها أهلكه الله بصيحة وقيل إنه ليس بقبيلة ولا بلد بل هو لقد لعاد، وكان يعرف به.
(2) الجوية: الحفرة المستديرة الواسعة.مجمع ج.ز
[421]
وقال علي بن ابراهيم قي قوله: (وجاء ربك والملك صفا صفا) قال اسم الملك واحد ومعناه جمع (وجآئ يومئذ بجهنم يومئذ يتذكر الانسان وانى له الذكرى) قال حدثني ابي عن عمرو بن عثمان عن (جابر عن ط) ابي جعفر عليه السلام قال: لما نزلت هذه الآية سئل رسول الله صلى الله عليه وآله، فقال بذلك اخبرني الروح الامين ان الله لا إله غيره إذا ابرز الخلائق وجمع الاولين والآخرين اتي بجهنم تقاد بألف زمام مع كل زمام مائة الف ملك من الغلاظ الشداد، لها هدة وغضب وزفير وشهيق وانها لتزفر الزفرة فلولا ان الله أخرهم للحساب لاهلكت الجميع.
ثم يخرج منها عنق فيحيط بالخلائق البر منهم والفاجر فما خلق الله عبدا من عباد الله ملكا ولا نبيا إلا ينادي نفسي نفسى وانت يا نبي الله تنادي امتي امتى ثم يوضع عليها الصراط ادق من حد السيف، عليها ثلاث قناطر فاما واحدة فعليها الامانة والرحم، والثانية فعليها الصلاة، واما الثالثة فعليها عدل رب العالمين(1) لا إله غيره فيكلفون بالممر عليها فيحبسهم الرحم والامانة فان نجوا منهما حبستهم الصلوة فان نجوا منها كان المنتهى إلى رب العالمين وهو قوله: ان ربك لبالمرصاد، والناس على الصراط فمتعلق بيد وتزول قدم ومستمسك بقدم والملائكة حولها ينادون يا حليم اعف واصفح وعد(2) بفضلك وسلم وسلم، والناس يتهافتون في النار كالفراش فيها فاذا نجا ناج برحمة الله مر بها فقال الحمد لله وبنعمته تتم الصالحات وتزكو الحسنات والحمد لله الذي نجاني منك بعد اليأس بمنه وفضله ان ربنا لغفور شكور.
قوله (فيومئذ لا يعذب عذابه أحد ولا يوثق وثاقه أحد) قال هو فلان
___________________________________
(1) أي هي تحت رقابته تعالى.
(2) وعدت الارض رجا خيرها.وايضا وعد فلانا بالامر: قال له انه يجريه له او ينيله إياه.ج.ز.
[422]
قوله (يا ايتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية) قال إذا حضر المؤمن الوفاة نادى مناد من عند الله يا ايتها النفس المطمئنة ارجعجي بولاية علي مرضية بالثواب (فادخلي في عبادي وادخلي جنتي) فلا يكون له همة إلا اللحوق بالنداء.
حدثنا جعفر بن احمد قال: حدثنا عبدالله بن موسى عن الحسن بن علي ابن ابي حمزة عن ابيه عن ابي بصير عن ابي عبدالله عليه السلام في قوله: يا ايتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادى وادخلي جنتي يعني الحسين بن علي عليهما السلام.