Rss Feed

  1. مكية آياتها سبع وسبعون
     
    (بسم الله الرحمن الرحيم تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا) ثم مدح عزوجل نفسه فقال: (الذي له ملك السموات والارض - إلى قوله - تقديرا) ثم احتج عزوجل على قريش في عبادة الاصنام فقال (واتخذوا من دون الله آلهة لا يخلقون شيئا وهم يخلقون - إلى قوله - ولا نشورا) ثم حكى
     
    [111]
     
    عزوجل ايضا فقال (وقال الذين كفروا ان هذا) يعني القرآن (إلا افك افتراه واعانه عليه قوم آخرون) قالوا ان هذا الذي يقرأه محمد ويخبرنا به انما يتعلمه من اليهود ويكتبه من علماء النصارى ويكتب عن رجل يقال له ابن قبيطة وينقله عنه بالغداة والعشي فحكى الله قولهم ورد عليهم فقال (وقال الذين كفروا ان هذا إلا افك افتريه - إلى قوله - بكرة وأصيلا) فرد الله عليهم (وقال قل لهم - يا محمد (انزله الذي يعلم السر في السموات والارض انه كان غفورا رحيما) وفي رواية ابي الجارود عن ابي جعفر عليه السلام في قوله " افك افتريه " قال الافك الكذب " وأعانه عليه قوم آخرون " يعنون ابا فكيهة وحبرا وعداسا وعابسا مولى حويطب وقوله (اساطير الاولين اكتتبها) فهو قول النضر بن الحارث بن علقمة ابن كلدة قال اساطير الاولين اكتتبها محمد (فهى تملى عليه بكرة وأصيلا).
     
    قال علي بن ابراهيم ثم حكى الله قولهم ايضا فقال (وقالوا مال هذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الاسواق لولا انزل الله اليه ملك فيكون معه نذيرا او يلقى اليه كنز او تكون له جنة يأكل منها) فرد الله عزوجل عليهم فقال (وما ارسلنا قبلك من المرسلين - إلى قوله - وجعلنا بعضكم لبعض فتنة) اي اختبارا فعير رسول الله صلى الله عليه وآله بالفقر فقال الله تعالى (تبارك الذي إن شاء جعل لك خيرا من ذلك جنات تجري من تحتها الانهار ويجعل لك قصورا) حدثنا محمد بن عبدالله عن ابيه عن محمد بن الحسين عن محمد بن سنان عن عمار بن مروان عن منخل بن جميل البرقي (الرقى ط) عن جابر بن يزيد الجعفي قال قال ابوجعفر عليه السلام: نزل جبرئيل عليه السلام على رسول الله صلى الله عليه وآله بهذه الآية هكذا " وقال الظالمون لآل محمد حقهم ان تتبعون إلا رجلا مسحورا انظر كيف ضربوا لك الامثال فضلوا فلا يستطيعون سبيلا " قال إلى ولاية علي وعلي عليه السلام هو السبيل، حدثنا محمد بن همام عن جعفر ابن محمد بن مالك قال حدثني محمد بن المستنير (المثنى ط) عن ابيه عن عثمان بن زيد عن جابر
     
    [112]
     
    ابن يزيد عن ابي جعفر عليه السلام مثله.
     
    حدثنا احمد بن علي قال حدثني الحسين بن احمد عن احمد بن هلال عن عمر الكلبي عن ابي الصامت قال قال ابوعبدالله عليه السلام: ان الليل والنهار اثنتا عشرة ساعة وان علي بن ابي طالب عليه السلام اشرف ساعة من اثنتي عشرة ساعة وهو قول الله تعالى (بل كذبوا بالساعة وأعتدنا لمن كذب بالساعة سعيرا).
     
    قال علي بن ابراهيم ثم ذكر الدهرية وما اعده لهم فقال (بل كذبوا بالساعة وأعتدنا لمن كذب بالساعة سعيرا إذا رأتهم من مكان بعيد) قال من مسيرة سنة (سمعوا لها تغيظا وزفيرا وإذا القوا منها) اي فيها (مكانا ضيقا مقرنين) قال مقيدين بعضهم مع بعض (دعوا هنالك ثبورا) ثم ذكر عزوجل احتجاجه على الملحدين وعبدة الاصنام والنيران يوم القيامة وعبدة الشمس والقمر والكواكب وغيرهم فقال (ويوم يحشرهم وما يعبدون من دون الله فيقول) الله لمن عبدوهم (ء‌أنتم اضللتم عبادي هؤلاء ام هم ضلوا السبيل قالوا سبحانك ما كان ينبغي لنا ان نتخذ من دونك من اولياء - إلى قوله - قوما بورا) اي قوم سوء، ثم يقول عزوجل للناس الذين عبدوهم (فقد كذبوكم بما تقولون فما تستطيعون صرفا ولا نصرا - وقوله - ويقولون حجرا محجورا) اي قدرا مقدورا.
     
    واما قوله (وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا) فانه حدثني ابي عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن ابي حمزة الثمالي عن ابي جعفر عليه السلام قال يبعث الله يوم القيامة قوما بين أيديهم نور كالقباطي(1) ثم يقال له كن
     
    ___________________________________
     
    (1) قباطي جمع قبطي بضم القاف ثياب بيض نسبة إلى القبط بكسر القاف ومنه حديث اسامة " كساني رسول الله قبطية " مجمع ج.ز.
     
    [113]
     
    هباء‌ا منثورا ثم قال: أما والله يا ابا حمزة انهم كانوا ليصومون ويصلون ولكن كانوا إذا عرض لهم شئ من الحرام اخذوه وإذا عرض لهم شئ من فضل امير المؤمنين عليه السلام انكروه قال والهباء المنثور هو الذي تراه يدخل البيت في الكوة من شعاع الشمس وقوله (ويوم يعض الظالم على يديه) قال الاول يقول (يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا) قال ابوجعفر عليه السلام يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول عليا وليا (يا ويلتا ليتني لم أتخذ فلانا خليلا) يعني الثاني (لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاء‌ني) يعني الولاية (وكان الشيطان) وهو الثاني (للانسان خذولا) وفي رواية ابي الجارود عن ابي جعفر عليه السلام في قوله (اصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا) فبلغنا والله اعلم انه إذا استوى اهل النار إلى النار لينطلق بهم قبل ان يدخلوا النار فيقال لهم: ادخلوا إلى ظل ذي ثلاث شعب من دخان النار فيحسبون انها الجنة ثم يدخلون النار افواجا افواجا وذلك نصف النهار، وأقبل اهل الجنة فيما اشتهوا من التحف حتى يعطوا منازلهم في الجنة نصف النهار فذلك قول الله عزوجل: " اصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا واحسن مقيلا " حدثنا محمد بن همام قال حدثنا جعفر بن محمد بن مالك عن محمد ابن حمدان عن محمد بن سنان عن يونس بن ظبيان عن ابي عبدالله عليه السلام قال سألته عن قول الله " ويوم تشقق السماء بالغمام " قال: الغمام امير المؤمنين عليه السلام.
     
    وقال علي بن ابراهيم في قوله (وعادا وثمود واصحاب الرس) فانه حدثني ابي عن ابن ابي عمير عن جميل عن ابي عبدالله (ع) قال دخلت امرأة مع مولاة لها على ابي عبدالله (ع) فقالت ما تقول في اللواتي مع اللواتي؟ قال: هن في النار إذا كان يوم القيامه يؤتى بهن فألبسن جلبابا من نار وخفين من نار وقناعا من نار وادخل في اجوافهن وفروجهن اعمدة من النار وقذف بهن في النار، فقالت أليس هذا في كتاب الله.
     
    قال: بلى، قالت اين هو؟ قال: قوله " وعادا
     
    [114]
     
    وثمود واصحاب الرس " فهن الرسيات وقوله (وكلا تبرنا تتبيرا) اخبرنا احمد ابن ادريس عن احمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن خالد عن جعفر بن غياث عن ابي عبدالله (ع) في قوله " وكلانا تبرنا تتبيرا " يعني كسرنا تكسيرا، قال هي لفظة بالنبطية (بالقبطية ط)، وفي رواية ابي الجارود عن ابي جعفر (ع) قال: واما القرية (التي أمطرت مطر السوء) فهي سدوم قرية قوم لوط أمطر الله عليهم حجارة من سجيل يقول من طين.
     
    وقال علي بن ابراهيم في قوله (أرأيت من اتخذ إلهه هواه) قال نزلت في قريش، وذلك انه ضاق عليهم المعاش فخرجوا من مكة وتفرقوا فكان الرجل إذا رأى شجرة (صخرة ط) حسنة او حجرا حسنا هواه فعبده وكانوا ينحرون لها النعم ويلطخونها بالدم ويسمونها سعد صخرة وكان إذا اصابهم داء في إبلهم وأغنامهم جاؤا إلى الصخرة فيتمسحون بها الغنم والابل، فجاء رجل من العرب بابل له يريد ان يتمسح بالصخرة لابله ويبارك عليها فنفرت إبله وتفرقت فقال الرجل شعرا: أتيت إلى سعد ليجمع شلمنا * فشتتنا سعد فما نحن من سعد وما سعد إلا صخرة مستوية * من الارض لا تهدي لغي ولا رشد ومر به رجل من العرب والثعلب يبول عليه، فقال شعرا: ورب يبول الثعلبان برأسه * لقد ذل من بالت عليه الثعالب واما قوله (وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا وكان ربك قديرا) فانه حدثني ابي عن الحسن بن محبوب عن هشام بن سالم عن بريد العجلي عن ابى عبدالله (ع) قال سألته عن قول الله " وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا " قال: إن الله تبارك وتعالى خلق آدم من الماء العذب وخلق زوجته
     
    [115]
     
    من سنخه فبرأها من أسفل أضلاعه(1) فجرى بذلك الضلع بينهما نسب ثم زوجها إياه فجرى بينهما بسبب ذلك صهر فذلك قوله (نسبا وصهرا) فالنسب يا اخا بنى عجل ما كان من نسب الرجال والصهر ما كان بسبب النساء، وفي رواية ابى الجارود عن ابى جعفر عليه السلام في قوله (ألم تر إلى ربك كيف مد الظل) فقال الظل ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس وقوله (مرج البحرين هذا عذب فرات وهذا ملح اجاج) فالاجاج المر (وجعل بينهما برزخا) يقول حاجزا وهو المنتهى (وحجرا محجورا) يقول حراما محرما بأن يغير طعم واحد منهما طعم الآخر واما قوله (وكان الكافر على ربه ظهيرا).
     
    فقال علي بن ابراهيم: قد يسمى الانسان ربا لغة لقوله " اذكرنى عند ربك " وكل مالك لشئ يسمى ربه فقوله " وكان الكافر على ربه ظهيرا " قال الكافر الثانى كان على امير المؤمنين (ع) ظهيرا (وإذا قيل لهم اسجدوا للرحمن قالوا وما الرحمن) قال جوابه (الرحمن علم القرآن خلق الانسان علمه البيان) وفي رواية ابى الجارود عن ابى جعفر (ع) في قوله تبارك وتعالى (تبارك الذي
     
    ___________________________________
     
    (1) لا يخفى أن هذه الرواية وردت موافقة للعامة وقد ورد في العلل والفقيه ما يدل على ردها من عدم خلقة حواء من ضلع آدم، فعن زرارة قال سئل ابوعبدالله عليه السلام عن خلق حواء من ضلع آدم الايسر الاقصى، قال سبحان الله وتعالى عن ذلك علوا كبيرا أيقول من يقول هذا ان الله تبارك وتعالى لم يكن له من القدرة ما يخلق لآدم زوجته من غير ضلعه وجعل لمتكلم من اهل التشنيع سبيلا إلى الكلام يقول ان آدم كان ينكح بعضه بعضا (علل الشرائع ص 18)، فعليه يحمل ما في هذا التفسير اما على التقية او يجمع بين الخبرين يكون خلق حواء من بقية طين خلق منه ضلع آدم.ج.ز.
     
    [116]
     
    جعل في السماء بروجا) فالبروج الكواكب والبروج التي للربيع والصيف الحمل والثور والجوزاء والسرطان والاسد والسنبلة وبروج الخريف والشتاء الميزان والعقرب والقوس والجدي والدلو والحوت وهي اثنا عشر برجا.
     
    وقال علي بن ابراهيم في قوله (وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن اراد ان يذكر او اراد شكورا) فانه حدثني ابى عن صالح بن عقبة عن جميل عن ابي عبدالله عليه السلام قال قال له رجل: جعلت فداك يابن رسول الله ربما فاتتني صلاة الليل الشهر والشهرين والثلاثة فأقضيها بالنهار أيجوز ذلك؟ قال قرة عين لك والله قرة عين لك ثلاثا ان الله يقول " وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة " الآية فهو قضاء صلاة النهار بالليل وقضاء صلاة الليل بالنهار وهو من سر آل محمد المكنون وفي قوله (وعباد الرحمن الذين يمشون على الارض هونا) قال نزلت في الائمة عليهم السلام، اخبرنا احمد بن ادريس قال حدثنا احمد بن محمد بن عيسى عن ابن ابي نجران عن حماد عن حريز عن زرارة عن ابي جعفر عليه السلام في قوله (وعباد الرحمن الذين يمشون على الارض هونا) قال الائمة (يمشون على الارض هونا) خوفا من عدوهم، وعنه عن احمد بن محمد عن علي بن الحكم عن سليمان ابن جعفر قال سألت ابا الحسن عليه السلام عن قول الله تعالى (وعباد الرحمن الذين يمشون على الارض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما) قال هم الائمة عليهم السلام يتقون في مشيهم، وفي رواية ابي الجارود عن ابي جعفر عليه السلام في قوله (إن عذابها كان غراما) يقول ملازما لا يفارق قوله (والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق اثاما) واثام واد من اودية جهنم من صفر مذاب قدامها خدة (حدة ط جرة ك) في جهنم يكون فيه من عبد غير الله ومن قتل النفس التي حرم الله ويكون فيه الزناة (ويضاعف له العذاب - إلى
     
    [117]
     
    قوله - فانه يتوب إلى الله متابا) يقول لا يعود إلى شئ من قلك، بالاخلاص ونية صادقة (والذين لا يشهدون الزور) قال الغناء ومجالس اللهو (إذا انفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا) والاسراف الانفاق في المعصية في غير حق ولم يقتروا لم يبخلوا عن حق الله (وكان بين ذلك قواما) والقوام العدل والانفاق فيما أمر الله به.
     
    وقال علي بن ابراهيم في قوله (والذين لا يدعون مع الله إلها آخر - إلى قوله - يلق أثاما) قال واديا في جهنم يقال له اثام ثم استثنى عزوجل فقال: (إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فاولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات) وحدثني ابي عن جعفر وابراهيم عن ابي الحسن الرضا عليه السلام قال: إذا كان يوم القيامة اوقف الله المؤمن بين يديه وعرض عليه عمله فينظر في صحيفته فأول ما يرى سيئاته فيتغير لذلك لونه وترتعد فرائصه ثم تعرض عليه حسناته فتفرح لذلك نفسه فيقول الله عزوجل بدلوا سيئاتهم حسنات وأظهروها للناس فيبدل الله لهم فيقول الناس أما كان لهؤلاء سيئة واحدة وهو قوله " يبدل الله سيئاتهم حسنات ".
     
    قال: وقرئ عند ابي عبدالله عليه السلام (والذين يقولون ربنا هب لنا من ازواجنا وذرياتنا قرة اعين واجعلنا للمتقين إماما) فقال قد سألوا الله عظيما ان يجعلهم للمتقين أئمة ! فقيل له كيف هذا يا بن رسول الله؟ قال انما انزل الله " الذين يقولون ربنا هب لنا من ازواجنا وذرياتنا قرة اعين واجعل لنا من المتقين إماما " حدثنا محمد بن احمد قال حدثنا الحسن بن محمد عن حماد عن ابان ابن تغلب قال سألت ابا عبدالله عليه السلام عن قول الله عزوجل " الذين يقولون ربنا هب لنا من ازواجنا وذرياتنا قرة اعين واجعلنا للمتقين إماما " قال نحن هم اهل البيت وروى غيره ان " ازواجنا " خديجة " وذرياتنا " فاطمة " وقرة اعين " الحسن والحسين " واجعلنا للمتقين إماما " علي بن ابي طالب عليه السلام وفي رواية ابي الجارود عن ابي جعفر عليه السلام في قوله (قل ما يعبؤا بكم ربي لولا دعاؤكم)
     
    [118]
     
    يقول ما يفعل ربي بكم (فقد كذبتم فسوف يكون لزاما).