Rss Feed

  1. مكية وآياتها مأة وخمس وثلاثون
     
    (بسم الله الرحمن الرحيم طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى) فانه حدثنى ابي عن القاسم بن محمد عن على بن (ابى حمزة عن ط) ابي بصير عن ابي عبدالله وابي جعفر عليهما
     
    [58]
     
    السلام قالا: كان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا صلى قام على اصابع رجليه حتى تورمت (تبرم ك) فأنزل الله تبارك وتعالى طه بلغة طي يا محمد ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى إلا تذكرة لمن يخشى وقوله: (له ما في السموات وما في الارض وما بينهما وما تحت الثرى) فانه حدثني ابي عن علي بن مهزيار عن علاء (بن ط) المكفوف عن بعض اصحابه عن ابي عبدالله عليه السلام قال سئل عن الارض على اي شئ هي؟ قال: على الحوت(1) قيل له فالحوت على اي شئ هو؟ قال: على الماء فقيل له فالماء على
     
    ___________________________________
     
    (1) لا ينبغي للعاقل ان يكذب كل شئ بمجرد ان يستنكره عقله، لان عقل الانسان في قبال مصنوعات العالم قليل فكيف قبال صانعها، فان الذي يحكم لكثير من الاشياء بالاستحالة لاجل كونه بعيدا عن عقله سوف يأتي عليه زمان يرى نفسه على الخطأ ثم يتلقى ما كذبه بأحسن قبول.
     
    والشاهد على ذلك تطورات الفلاسفة وافكارهم المتغيرة بالنسبة إلى حركة الارض وسكونها وتقسيم الجسم إلى أجزاء لا تتجزى وعدمه وغير ذلك من أقاويل الفلاسفة التي سنحت فيها التطورات كل يوم - فالعجب ممن يعتنق بهذه الافكار التي لا ثبات لها يوما ما كيف ينكر شيئا ورد في الحديث لاجل عدم كونه منطبقا على تلك الافكار التي ليس لها قرار، مع ان العلم الانسانى المترقى يفهم احيانا بعض الاسرار المودعة فيه.
     
    ومن هذا القبيل هذا الحديث المظهر بكون الارض على الحوت، فانهم كانوا يكذبونه ويتخذونه سخرة، بأنه كيف تكون الارض التي وزنها معادل(5981019 تنا) على حوت وكيف تدور الارض حول الشمس على هذا الحوت؟ نقول في جواب هذه الاشكالات انه من المحتمل ان يكون المراد من الحوت الكوكب المعروف ب‍ (الحوت) وقد تبين من إرسال امريكا وروسيا الاقمار الصناعية في الجو حيث جعلت تدور حول الارض بنفسها بدون محرك ظاهر، ان مركز تدويرها وتدوير الارض الشمس وواحدة من تلك الكواكب السابحة في الفضاء، فمن الممكن ان يكون هذا المركز هو الكوكب (اي البرج الحوت) فيصدق حينئذ القول بأن الارض قائمة عليه وهو سابح في الجو المشابه بالماء، والمراد من الثرى في الحديث ما وراء هذا الجو الفسيح، وعليه يحمل ما في الخبر الآتى من قيام الحوت على الماء والماء على الصخرة والصخرة على قرن الثور، لامكان ان يراد من الصخرة كوكب مجهول لم يستكشف بعد، ومن الثور كوكب مسمى بالثور احد الابراج الاثنتي عشرة. ج.ز.
     
    [59]
     
    اي شئ هو؟ قال: على الثرى، قيل له فالثرى على اي شئ هو؟ قال: عند دلك انقضى علم العلماء حدثنا محمد بن ابي عبدالله قال: حدثنا سهل بن زياد عن الحسن بن محبوب عن محمد بن مارد ان ابا عبدالله عليه السلام سئل عن قول الله جل اسمه (الرحمن على العرش استوى) قال استوى من كل شئ فليس شئ أقرب اليه من شئ، وعنه عن سهل عن الحسن بن محبوب عن جميل بن صالح عن ابان ابن تغلب قال: سألت ابا عبدالله عليه السلام عن الارض على اي شئ هي؟ قال: على الحوت قلت فالحوت على اي شئ هو؟ قال: على الماء قلت فالماء على اي شئ هو؟ قال على الصخرة قلت فعلى اي شئ الصخرة؟ قال على قرن ثور املس قلت فعلى اي شئ الثور؟ قال على الثرى قلت فعلى اي شئ الثرى؟ فقال هيهات عند ذلك ضل علم العلماء.
     
    وقوله: (وان تجهر بالقول فانه يعلم السر وأخفى) قال السر ما أخفيته وأخفى ما خطر ببالك ثم نسيته ثم قص عزوجل قصة موسى عليه السلام فقال: (وهل أتاك حديث موسى) يعني قد أتاك حديث موسى (ع) ونكتب خبره في سورة
     
    [60]
     
    القصص وقوله (اخلع نعليك) قال: كانتا من جلد حمار ميت (أنا اخترتك فاستمع لما يوحى انني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلوة لذكري) قال: إذا نسيتها ثم ذكرتها فصلها، وفي رواية ابي الجارود عن ابي جعفر (ع) في قوله (آتيكم منها بقبس) يقول آتيكم بقبس من النار تصطلون من البرد وقوله (او أجد على النار هدى) كان قد أخطأ الطريق يقول أو أجد على النار طريقا وقوله (اهش بها على غنمي) يقول اخبط بها الشجر لغنمي (ولي فيها مآرب اخرى) فمن الفرق لم يستطع الكلام فجمع كلامه فقال (ولي فيها مآرب اخرى) يقول حوائج اخرى، قال علي بن ابراهيم في قوله (إن الساعة آتية اكاد اخفيها) قال من نفسي هكذا نزلت قيل كيف يخفيها من نفسه قال جعلها من غير وقت وقوله (وفتناك فتونا) اي اختبرناك اختبارا (فلبثت سنين في اهل مدين) يعني عند شعيب وقوله (اصطنعتك لنفسي) اي اخترتك (اذهب انت واخوك بآياتي ولا تنيا في ذكري) اي لا تضعفا (اذهبا إلى فرعون انه طغى فقولا له قولا لينا لعله يتذكر او يخشى) وقد ذهب بعض المعتزلة في قوله: لعله يتذكر او يخشى انه لم يعلم عزوجل ان فرعون لا يتذكر ولا يخشى وقد ضلوا في تأويلهم واعلم ان الله قال لموسى (ع) حين أرسله إلى فرعون إئتياه (فقولا له قولا لينا لعله يتذكر او يخشى) وقد علم انه لا يتذكر ولا يخشى ولكن ليكون احرص لموسى على الذهاب وآكد في الحجة على فرعون.
     
    وحدثني هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة قال: حدثني رجل من بني عدي بن حاتم عن ابيه عن جده عدي بن حاتم وكان مع علي صلوات الله عليه وآله في حروبه ان عليا (ع) قال ليلة الهرير بصفين حين التقى مع معاوية رافعا صوته يسمع اصحابه: لاقتلن معاوية واصحابه ثم قال في آخر قوله: إن شاء الله تعالى، يخفض به صوته وكنت منه قريبا فقلت: يا امير المؤمنين انك حلفت
     
    [61]
     
    على ما قلت ثم استثنيت فما أردت بذلك؟ فقال: إن الحرب خديعة وأنا عند اصحابي صدوق، فأردت ان أطمع اصحابي في قولي كيلا يفشلوا ولا يفروا فافهم فانك تنتفع بها بعد اليوم إن شاء الله واما قوله (إن في ذلك لآيات لاولي النهى) فانه حدثني ابي عن الحسن بن محبوب عن علي بن رئاب عن مروان عن ابي عبدالله (ع) قال: سألته عن قول الله عزوجل: إن في ذلك لآيات لاولي النهى قال: نحن والله اولو النهى فقلت جعلت فداك وما معنى اولي النهى؟ قال ما اخبر الله به رسوله مما يكون بعده من ادعاء فلان الخلافة والقيام بها والاخر من بعده والثالث من بعدهما وبني امية فاخبر رسول الله صلى الله عليه وآله وكان ذلك كما اخبر الله به نبيه وكما أخبر رسول الله عليا وكما انتهى الينا من علي فيما يكون من بعده من الملك في بني امية وغيرهم فهذه الآية التي ذكرها الله في الكتاب: إن في ذلك لآيات لاولي النهى الذي انتهى الينا علم هذا كله فصبرنا لامر الله فنحن قوام الله على خلقه وخزانه على دينه نخزنه ونسره ونكتتم به من عدونا كما اكتتم رسول الله صلى الله عليه وآله حتى أذن الله له في الهجرة وجاهد المشركين فنحن على منهاج رسول الله صلى الله عليه وآله حتى يأذن الله لنا في إظهار دينه بالسيف وندعو الناس اليه فنضربهم عليه عودا كما ضربهم رسول الله صلى الله عليه وآله بدء‌ا قوله: (واني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى) قال: ا؟ الولاية، حدثنا احمد بن علي قال حدثنا الحسن بن عبدالله (الحسين بن عبيد الله ط) عن السندي بن محمد عن ابان عن الحارث ابن يحيى عن ابي جعفر عليه السلام في قول الله: واني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى، قال: ألا ترى كيف اشترط ولم ينفعه التوبة والايمان والعمل الصالح حتى اهتدى والله لو جهد ان يعمل بعمل ما قبل منه حتى يهتدي، قلت: إلى من؟ جعلني الله فداك قال الينا، وقوله: (فانا قد فتنا قومك من بعدك وأضلهم السامري) قال بالعجل الذي عبده وكان سبب ذلك ان موسى لما وعده الله ان ينزل عليه التوراة والالواح إلى ثلاثين يوما اخبر بني إسرائيل بذلك وذهب إلى
     
    [62]
     
    الميقات وخلف هارون على قومه فلما جاء‌ت الثلاثون يوما ولم يرجع موسى اليهم غضبوا وأرادوا ان يقتلوا هارون، قالوا: إن موسى كذبنا وهرب منا فجاء‌هم إبليس في صورة رجل فقال لهم: إن موسى قد هرب منكم ولا يرجع اليكم ابدا فاجمعوا لي حليكم حتى أتخذ لكم إلها تعبدونه وكان السامري على مقدمة موسى يوم أغرق الله فرعون وأصحابه فنظر إلى جبرئيل وكان على حيوان في صورة رمكة(1) فكانت كلما وضعت حافرها على موضع من الارض تحرك ذلك الموضع فنظر اليه السامري وكان من خيار اصحاب موسى فأخذ التراب من تحت حافر رمكة جبرئيل وكان يتحرك فصره في صرة وكان عنده يفتخر به على بني إسرائيل فلما جاء‌هم إبليس واتخذوا العجل قال للسامري هات التراب الذي معك فجاء به السامري فألقاه إبليس في جوف العجل فلما وقع التراب في جوفه تحرك وخار ونبت عليه الوبر والشعر، فسجد له بنو إسرائيل فكان عدد الذين سجدوا سبعين الفا من بني إسرائيل فقال لهم هارون كما حكى الله (يا قوم انما فتنتم به وان ربكم الرحمن فاتبعوني وأطيعوا أمري قالوا لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع الينا موسى) فهموا بهارون حتى هرب من بينهم وبقوا في ذلك حتى تم ميقات موسى اربعين ليلة، فلما كان يوم عشرة من ذي الحجة انزل الله عليه الالواح فيها التوراة وما يحتاجون اليه من احكام السير والقصص ثم اوحى الله إلى موسى: إنا قد فتنا قومك من بعدك وأضلهم السامري وعبدوا العجل وله خوار فقال موسى عليه السلام يا رب العجل من السامري فالخوار ممن؟ فقال مني يا موسى انى لما رأيتهم قد ولوا عني إلى العجل أحببت ان أزيدهم فتنة، فرجع موسى كما حكى الله عزوجل إلى قومه غضبان أسفا (قال يا قوم ألم يعدكم ربكم وعدا حسنا أفطال عليكم العهد
     
    ___________________________________
     
    (1) الرمكة: كرقبة الانثى من البراذين جمعه رماك كرقاب. ج.ز.
     
    [63]
     
    أم أردتم ان يحل عليكم غضب من ربكم فأخلفتم موعدي) ثم رمى بالالواح وأخذ بلحية اخيه هارون ورأسه يجره اليه فقال (يا هارون ما منعك إذ رأيتهم ضلوا ألا تتبعن أفعصيت أمري) فقال هارون كما حكى الله (يابن ام لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي انى خشيت ان تقول فرقت بين بني إسرائيل ولم ترقب قولي) فقال له بنو إسرائيل: (ما أخلفنا موعدك بملكنا) قال ما خالفناك (ولكنا حملنا أوزارا من زينة القوم) يعنى من حليتهم (فقذفناها) قال: يعني التراب الذي جاء به السامري طرحناه في جوفه ثم أخرج السامري العجل وله خوار فقال له موسى (ما خطبك يا سامري؟) قال السامري (بصرت بما لم يبصروا به فقبضت قبضة من أثر الرسول فنبذتها) يعني من تحت حافر رمكة جبرئيل في البحر فنبذتها اي أمسكتها (وكذلك سولت لي نفسي) اي زينت، فأخرج موسى العجل فأحرقه بالنار وألقاه في البحر ثم قال موسى للسامري (فاذهب فان لك في الحيوة ان تقول لا مساس) يعني ما دمت حيا(1) وعقبك هذه العلامة فيكم قائمة ان تقول لا مساس يعني حتى تعرفوا انكم سامرية فلا يغتر بكم الناس فهم إلى الساعة بمصر والشام معروفون ب‍ " لا مساس " ثم هم موسى بقتل السامري فأوحى الله اليه لا تقتله يا موسى فانه سخي فقال له: (انظر إلى إلهك الذي ظلت عليه عاكفا لنحرقنه ثم لننسفنه في اليم نسفا انما إلهكم الله الذي لا إله إلا هو وسع كل شئ علما) قيل وان من عبد العجل انكر عند موسى عليه السلام انه لم يسجد له، فأمر موسى عليه السلام ان يبرد العجل بالمبارد وألقى برادته في الماء ثم أمر بني إسرائيل ان يشرب كل منهم من ذلك الماء فالذين كانوا سجدوا يظهر له من البرادة شئ فعند ذلك استبان من خالف ممن ثبت على إيمانه.
     
    فحدثنى ابى عن الحسن بن محبوب بن سعيد عن علي بن ابى حمزة عن ابى عبدالله عليه السلام قال: ما بعث الله رسولا إلا وفي وقته شيطانان يؤذيانه
     
    ___________________________________
     
    (1) وفى الصافى خوفا ان يمسك احد فياخذك الحمى ومن مسك فتحامى الناس وتحاموك وتكون طريدا وحيدا كالوحشى النافر.ج - ز
     
    [64]
     
    وبفتنانه ويضلان الناس بعده وقد ذكرنا هذا الحديث في تفسير: وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الانس والجن في سورة الانعام(1) وقوله (ونحشر المجرمين يومئذ زرقا) تكون اعينهم مزرقة لا يقدرون ان يطرفوها وقوله (يتخافتون بينهم) قال يوم القيامة يشير بعضهم إلى بعض انهم لم يلبثوا إلا عشرا (قال الله نحن أعلم بما يقولون إذ يقول امثلهم طريقة) قال أعلمهم وأصلحهم يقولون (ان لبثتم إلا يوما) ثم خاطب الله نبيه عليه وآله والسلام فقال (ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربى نسفا فيذرها قاعا صفصفا لا ترى فيها عوجا ولا أمتا) قال الامت الارتفاع والعوج الحزون والذكوات(2) وقوله (يومئذ يتبعون الداعي لا عوج له) قال مناديا من عند الله.
     
    وقوله: (وخشعت الاصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسا) فانه حدثنى ابى عن الحسن بن محبوب عن ابى محمد الوايشي عن ابى الورد عن ابى جعفر عليه السلام قال إذا كان يوم القيامة جمع الله الناس في صعيد واحد وهم حفاة عراة فيوقفون في المحشر حتى يعرقوا عرقا شديدا وتشتد أنفاسهم فيمكثون في ذلك خمسين عاما وهو قول الله: وخشعت الاصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسا، قال ثم ينادي مناد من تلقاء العرش اين النبي الامي؟ فيقول الناس قد اسمعت فسم باسمه فينادي اين نبي الرحمة اين محمد بن عبدالله الامي، فيقدم رسول الله صلى الله عليه وآله أمام الناس كلهم حتى ينتهي إلى حوض طوله ما بين ايلة وصنعاء فيقف عليه فينادى بصاحبكم فيقدم علي عليه السلام أما الناس فيقف معه ثم يؤذن للناس فيمرون فبين وارد الحوض
     
    ___________________________________
     
    (1) راجع الجزء الاول ص 214 من هذا الكتاب.
     
    (2) الذكوات جمع ذكاة: الجمرة الملتهبة من الحصى ومنه الحديث: قبر علي عليه السلام بين ذكوات بيض.
     
    مجمع
     
    [65]
     
    يومئذ وبين مصروف عنه فاذا رأى رسول الله صلى الله عليه وآله من يصرف من محبينا يبكي ويقول: يا رب شيعة علي قال: فيبعث الله اليه ملكا فيقول له: ما يبكيك يا محمد؟ فيقول: أبكي لاناس من شيعة علي أراهم قد صرفوا تلقاء أصحاب النار ومنعوا ورود حوضي قال فيقول الملك ان الله يقول قد وهبتهم لك يا محمد وصفحت لهم عن ذنوبهم بحبهم لك ولعترتك وألحقتهم بك وبمن كانوا يتولون به وجعلناهم في زمرتك فأوردهم حوضك، فقال ابوجعفر عليه السلام: فكم من باك يومئذ وباكية ينادون يا محمداه إذا رأوا ذلك ولا يبقى أحد يومئذ يتولانا ويحبنا ويتبرأ من عدونا ويبغضهم إلا كانوا في حزبنا ومعنا ويردون حوضنا.
     
    وقوله: (يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علما) قال ما بين ايديهم ما مضى من اخبار الانبياء وما خلفهم من اخبار القائم عليه السلام وقوله: (وعنت الوجوه للحي القيوم) اي ذلت واما قوله (او يحدث لهم ذكرا) يعني ما يحدث من أمر القائم عليه السلام والسفياني وقوله (لا تعجل بالقرآن من قبل ان يقضى اليك وحيه وقل رب زدني علما) قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا نزل عليه القرآن بادر بقراء‌ته قبل تمام نزول الآية والمعنى فأنزل الله عزوجل (ولا تعجل بالقرآن من قبل ان يقضى اليك وحيه) اي تفرغ من قراء‌ته (وقل رب زدني علما) وقوله (ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزما) قال فيما نهاه عنه اكل الشجرة وقد روي فيه غير هذا وقوله (ومن أعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا) اي ضيقة أخبرنا احمد بن إدريس قال حدثنا احمد بن محمد عن عمر بن عبدالعزيز عن ابراهيم بن المستنير عن معاوية بن عمار قال قلت لابي عبدالله عليه السلام عن قول الله إن له معيشة ضنكا قال هي والله النصاب، قال جعلت فداك قد رأيناهم دهرهم الاطول في كفاية حتى ماتوا، قال ذلك والله في الرجعة يأكلون العذرة.
     
    وعنه عن احمد بن محمد عن علي بن الحكم عن المفضل بن صالح عن جابر
     
    [66]
     
    عن ابي جعفر عليه السلام في قول الله: ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزما قال عهد اليه في محمد صلى الله عليه وآله والائمة من بعده فترك ولم يكن له عزم فيهم انهم هكذا وانما سموا اولو العزم انه عهد اليهم في محمد والاوصياء من بعده والقائم عليه السلام وسيرته فأجمع عزمهم ان ذلك كذلك والاقرار به.
     
    قال علي بن ابراهيم في قول الله (ونحشره يوم القيمة اعمى) حدثنا ابي عن ابن ابي عمير وفضالة عن معاوية بن عمار عن ابي عبدالله عليه السلام قال سألته عن رجل لم يحج قط وله مال قال هو ممن قال الله: ونحشره يوم القيامة اعمى قلت سبحان الله اعمى قال اعماه الله عن طريق الجنة وقوله (وكذلك اليوم تنسى) اي تترك وقوله (إن في ذلك لآيات لاولي النهى) قال نحن اولو النهى وقوله (ولولا كلمة سبقت من ربك لكان لزاما) قال ما كان ينزل بهم العذاب ولكن قد قد أخرهم الله إلى أجل مسمى وقوله (ومن آناء الليل فسبح وأطراف النهار) قال بالغداة والعشي قوله (ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به ازواجا منهم زهرة الحيوة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وأبقى) قال ابوعبدالله عليه السلام لما نزلت هذه الآية استوى رسول الله صلى الله عليه وآله جالسا ثم قال من لم يتعز بعزاء الله تقطعت نفسه على الدنيا حسرات ومن اتبع بصره ما في ايدي الناس طال همه ولم يشف غيظه ومن لم يعرف ان لله عليه نعمة إلا في مطعم او في مشرب قصر أجله ودنا عذابه وقوله (وامر أهلك بالصلوة) اي امتك (واصطبر عليها لا نسئلك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى) قال للمتقين فوضع الفعل مكان المفعول واما قوله (قل كل متربص فتربصوا) اي اننظروا امرا (فستعلمون من أصحاب الصراط السوي ومن اهتدى) فانه حدثني ابي عن الحسن بن محبوب عن علي بن رئاب قال قال لي ابوعبدالله عليه السلام نحن والله سبيل الله الذي امر الله باتباعه ونحن والله الصراط المستقيم ونحن والله الذين امر الله العباد بطاعتهم فمن شاء فليأخذ
     
    [67]
     
    هنا ومن شاء فليأخذ من هناك لا يجدون والله عنا محيصا.
     
    وفي رواية ابي الجارود عن ابي جعفر عليه السلام في قوله (لا يخاف ظلما ولا هضما) يقول لا ينقص من عمله شئ واما ظلما يقول لن يذهب به واما قوله (كذلك أتتك آياتنا فنسيتها) يقول اي تركتها فلم تعمل بها (وكذلك اليوم تنسى) يقول تترك في العذاب وقوله (وامر أهلك بالصلوة واصطبر عليها) فان الله امره ان يخص اهله دون الناس ليعلم الناس ان لاهل محمد صلى الله عليه وآله عند الله منزلة خاصة ليست للناس إذ أمرهم مع الناس عامة ثم أمرهم خاصة فلما انزل الله هذه الآية كان رسول الله صلى الله عليه وآله يجئ كل يوم عند صلاة الفجر حتى يأتي باب علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام فيقول: " السلام عليكم ورحمة الله وبركاته " فيقول علي وفاطمة والحسن والحسين وعليك السلام يا رسول الله ورحمة الله وبركاته ثم يأخذ بعضادتي الباب ويقول الصلاة الصلاة يرحمكم الله " انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا " فلم يزل يفعل ذلك كل يوم إذا شهد المدينة حتى فارق الدنيا.
     
    وقال ابوالحمراء خادم النبي صلى الله عليه وآله أنا اشهد به يفعل ذلك وقوله (أفلم يهد لهم) يقول يبين لهم وقوله (لكان لزاما) قال اللزام الهلاك وقوله (قاعا صفصفا) فالقاع الذي لا تراب عليه والصفصف الذي لا نبات له.